جمعت الاستاذة أسماء عبد الكريم عبد الرحمن التدريسية في قسم اللغة العربية بكلية الاداب بعض ماقيل عن اللغة العربية في ذكرى يومها وهذا ماجمعته
((اليوم العالمي للغة العربية، وأجمل ما قيل في هذا اليوم ))
اليوم العالمي للغة العربية
يُعرَّف اليوم العالمي للغة العربية بأنَّه يوم مُعدُّ خصيصًا للاحتفال بهذه اللغة العظيمة، ويُصادف اليوم العالمي للغة العربية يوم الثامن عشر من كانون الأول ديسمبر من كلِّ عام ميلادي، وجدير بالقول: إنّ اختيار يوم الثامن عشر من ديسمبر يومًا عالميًا للغة العربية سببه أنَّه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 3190 والذي أعلنت فيه أنَّ اللغة العربية أصبحت لغة رسمية في العالم وأصبحت لغة من لغات العمل في الأمم المتحدة أيضًا، وكان هذا بعد اقتراح تمَّ تقديمه من قبل المملكتين المغربية والعربية السعودية، في الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ إعلان اللغة العربية لغة رسمية كان في عام 1973م ومنذ ذلك يوم يحتفل العالم العربي باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من كانون الأول من كلِّ عام.
كلمة عن اللغة العربية:
فيما يأتي كلمة عن اللغة العربية الفصيحة:
تُعدُّ اللغة العربية من اللغات السامية، وهي أكثر هذه اللغات غزارة من حيث الألفاظ والكلمات ومن حيث القدرة على التعبير أيضًا، وهي لغة من أكثر لغات العالم انتشارًا في العالم، فهي اللغة الرسمية في كلِّ دول الوطن العربي وبعض الدول المحيطة أيضًا، وينتشر متحدثو اللغة العربية في كامل أرجاء الوطن وفي بعض الدول المجاورة للوطن العربي ، مثل : الأهواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا وإثيوبيا وجنوب السودان وإيران، وتكمن الأهمية الكبرى للغة العربية في أنَّها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم واللغة التي جاءت بها أحاديث السنة النبوية الشريفة، أي أنَّها اللغة الرسمية للدين الإسلامي الذي يُعدُّ ثاني أكثر الأديان انتشارًا في العالم، هذا ما دفع كثيرين من غير العرب إلى تعلم هذه اللغة وقراءتها من أجل غايات دينية، كلُّ هذه الأهمية تجعل من حق هذه اللغة العظيمة أن يكون لها يوم عالمي تُقام به الاحتفالات والمسابقات الخاصة باللغة العربية الفصحى.
أهمية اللغة العربية :
تعبيرًا عن أهمية اللغة العربية العظيمة، لغة الضاد ولغة القرآن الكريم، واللغة المعجزة التي هي أقدر لغات العالم على البوح بما يدور في خاطر الإنسان، سوف نضع كلمة عن اهمية اللغة العربية لغة الضاد قصيرة:
إنَّ اللغة العربية من أقدم اللغات الموجودة على سطح الأرض، فقد تحدَّث بها العرب القدامى منذ آلاف السنين، وكتبوا بها أعظم الأشعار في الآداب العالمية جميعها، وألقوا بها أعظم الخُطب وأرسلوا بها أفصح الرسائل، فكانت هذه اللغة عنوانًا عريضًا في أغلب المخطوطات الأثرية التاريخية التي أكَّدت على أنَّ جذور هذه اللغة العظيمة ضاربة في عمق التاريخ، ولا يُعدُّ هذا سببًا وحيدًا في أهمية هذه اللغة العربية لغة الضاد، ولكنَّ الأهمية الأبرز تكمن في أنَّ الله تعالى اختار العرب دون غيرهم من شعوب الأرض واختار اللغة العربية دون غيرها من لغات الأرض الكثيرة، لكي تكون اللغة الرسمية للكتاب الإلهي المنزل الأخير إلى البشر، اختار العرب لفصاحة لسانهم وقدرتهم البيانية العالية واختار لغة الضاد لأنَّها اللغة الأفصح بين لغات الأرض، فتحوَّلت أهمية اللغة العربية إلى أهمية دينية تدفع كلُّ مسلم في هذه الأرض إلى تعلمها وفهم قواعدها، ولم تزل اللغة العربية إلى الآن تحقق انتشارًا واسعًا في كافَّة أرجاء العالم، حتَّى أصبحت اليوم من أكثر اللغات تحدثًا وأكثرها انتشارًا على مواقع الإنترنت أيضًا.
إنَّ اللغة العربية الفصيحة هي اللغة الأقرب إلى القلب، هي اللغة التي بإمكانك من خلالها أن تلمس شغاف القلوب وأن تعبر عن كلِّ ما يدور في داخلك من مشاعر وأحاسيس، إنَّها لغة الحب فطالما أنصفتِ العشاق عبر تاريخ الأدب العربي الطويل، وهي لغة الحرب فطالما أنصفت المحاربين والقادة، وهي لغة الفخر ولنا في المتنبي خير مثال، ولغة الهجاء والرثاء والمديح، إنَّها اللغة المتكاملة بكلِّ ما فيها، إضافة إلى أنَّها اليوم من أكثر لغات العالم تحدثًا وانتشارًا، ولا شكَ في أن هذا الانتشار جاء من أهمية هذه اللغة، وكثرة المتحدثين بها، وكثرة المهتمين بتعلُّمها وتعلُّم النطق بها، فما أعظمها من لغة وما أسعدنا بكوننا عربًا بلسان عربي فصيح.
عبارات عن اللغة العربية بمناسبة اليوم العالمي:
• إنَّ من حق اللغة العربية الفصيحة أن يكون لها يوم عالمي نحتفل به نحن العرب بهذه اللغة العظيمة، دامت اللغة العربية أعظم لغة بين لغات العالم بأكمله.
• ستظل لغة الضاد لغة عصية على الفناء والاندثار، وكيف يكون لها الفناء وهي لغة القرآن الكريم ولغة السنة النبوية ولغة المسلمين الأولى.
• إنَّ أكثر ما يميز اللغة العربية هي أنَّها لغة لا تضيق مهما تكررت، وهذا ناتج عن سعتها وكثرة تعابيرها وأساليبها وألفاظها، فكلُّ عام واللغة العربية تعلو وتتقدم بين لغات العالم أجمع.
• إنَّ من أعظم خصائص اللغة العربية لغة الضاد أنَّها لغة الإيجاز، إنَّها اللغة القادرة على إيصال أطول المواضيع بأقصر الكلمات والجمل، والبلاغة هي الإيجاز.
• مهما مرَّت السنوات سوف تبقى اللغة العربية صالحة لكلِّ زمان ومكان وعصر، إنَّها لينة بما فيه الكفاية لتتكيف مع أي عصر وأي زمن.
• يحق لنا كعرب ومسلمين أن نحتفل باليوم العالمي للغة العربية، لأنَّها لغة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولغة مصدر التشريع الإسلامي الأول القرآن الكريم، ولأنَّها لغة أهل الجنة أيضًا.
• إنَّ اللغة العربية هي أكثر اللغات التي لم تخذل العاشق ولا المحارب ولا المقاتل ولا صاحب الفخر والمادح والراثي، لطالما كانت هذه اللغة العظيمة مكانًا يُعبّر فيه كلُّ شاعر عن شعوره بأصدق الكلمات وأحلى التعابير.
• ستظل اللغة العربية الفصيحة أهم لغة في هذا العالم وأعظم لغة أيضًا، إنَّها لغة الإسلام ولغة كلِّ مسلم، إنَّها أجمل لغات العالم دون استثناء.
• اللغة العربية هي لغة من أهم اللغات في هذا العالم، إنَّ لم تكن أهمها على الاطلاق، إنَّها لغة القرآن الكريم ولغة الإسلام الرسمية.
• تُعدُّ اللغة العربية مستودعًا شعوريًا هائلًا، يحمل خصائص الأمة وتصوراتها وعقيدتها وتاريخها، ويبقى تعلم اللغات الأخرى حاسة إضافية ضرورية للمسلم المعاصر، مع الحذر أن تلغي حواسه الأصلية أو تكون بديلاً عنها.
• إنَّ الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية حق مشروع لكلّ إنسان عربي ناطق بلغة الضاد، لأنَّ هذه اللغة هي شرف وكبرياء الأمة العربية جمعاء.
• اللغة العربية هي أوسع لغات الأرض وأشمالها وأكثرها قدرة على التعبير، إنَّها لا تضيق بالتكرار، بخلاف لغات أخرى يتحول فيها التكرار، بتلقائية محتومة إلى نقص وركاكة وضعف.
• اللغة العربية فرع من اللغات السامية، إنَّها أسمى اللغات وأجملها من بين كلِّ لغات الأرض.
• نحتفل باليوم العالمي للغة العربية لأنَّها لغة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي لغة القرآن الكريم، ولغة الأهل الجنة، واللغة الأجمل من بين لغات العالم.
• الناطقون بالضاد أفصح الناس في هذا العالم، ليس في العالم كلِّه لغة أفصح وأقدر على التعبير من اللغة العربية العظيمة.
• إن للغة العربية لينًا ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقًا لمقتضيات العصر، لذلك فإنَّها لغة تصلح لكلِّ زمان ومكان.
بعض ما قيل عن اللغة العربية:
• جاء عن الإمام الشافعي أنَّه قال عن اللغة العربية الفصيحة: “لا يعلم من إيضاح جمل عِلْمِ الكتاب أحدُ، جَهِلَ سعة لسان العرب، وكثرة وجوهه، وجماع معانيه وتفوقها، ومن عَلِمَها، انتفت عنه الشُّبَه التي دخلت على جهل لسانها”.
• وقال ابن القيم الجوزية عن هذه اللغة العظيمة: “وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة وعلم العربية، وعلم البيان، ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها، ورسائلها”.
• وقال الفرنسي وليم مرسيه: “العبارة العربية كالعود، إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت، ثم تُحَرَّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوْكبًا من العواطف والصور”.
• وقال نزار قباني عن اللغة العربية: “إنّ اللغة العربية تضايقهم؛ لأنّهم لا يستطيعون قراءتها، والعبارة العربية تزعجهم؛ لأنّهم لا يستطيعون تركيبها.. وهم مقتنعون أنّ كلّ العصور التي سبقتهم هي عصور انحطاط، وأنَّ كلّ ما كتبه العرب من شِعرٍ منذُ الشّنفرى حتى اليوم هو شعر رديء ومنحط.. تسأل الواحد منهم عن المتنبي، فينظر إليكَ باشمئزاز كأنّك تحدثه عن الزائدة الدودية، وحين تسأله عن الأغاني والعِقد الفريد والبيان والتبيين ونهج البلاغة وطوق الحمامة يردُّ عليك بأنّه لا يشتري إسطوانات عربية، ولا يحضر أفلامًا عربيّة”.
• وقال طه حسين عميد الأدب العربي: “ما أكثر ما نشكو من أنّ اللغة العربية ليست لغة التعليم، وما أكثر ما نضيقُ ذرعًا باضطرارنا إلى اصطناع اللغات الأجنبية في التعليم العالي.. ولكن ما أقلّ ما نبذلُ من الجهد لنجعل اللغة العربية لغة التعليم.. بل نحن لا نبذل في هذا جهدًا ما”.
• قال مولود بن زادي: “العربية تجاري التطور الحضاري: إنَّ من معجزات اللغة العربية أنّها حافظت على مقوماتها من حروف وأصوات وقواعد النحو والصرف وغير ذلك عبر العصور، ومع ذلك أثبتت أنّها لغةٌ مرنة منفتحة تستوعب التغيرات وتُجَاري التطور الحضاري”.
قصائد عن اللغة العربية:
لقد أبدع الشعراء العرب وأمتعوا في قصائدهم الخالدة التي تغنوا فيها بجمال اللغة العربية وبقدرتها الرهيبة على التعبير والإفصاح عما يدور في القلوب وعمَّا تشعر به الأرواح، وفيما يأتي شعر عن اللغة العربية:
• يقول الشاعر خليل مطران:
يَا أَمِيراً أَهْدَى إِلَى لُغَةِ الضَّادِ
كُنُوزاً مِنْ عِلْمِهِ وَبَيَانِهْ
ذَلِكَ المِعْجَمُ الزِّرَاعِيُّ قَدْ كَانَ
رَجَاءً حَقَّقَتْهُ فِي أَوَانِهْ
عَمَلٌ لا يُكَادُ يَقْضِيهُ إِلاَّ
مَجْمَعٌ بِالكَثِيرِ مِنْ أَعْوَانِهْ
دُمْتَ ذُخْراً لَهُ مَآثِرُهُ فِي
نَفْعِ هَذَا الحِمَى وَفِي رَفْعِ شَأْنِهْ
• يقول الشاعر حافظ إبراهيم شعرًا عن اللغة العربية:
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي
وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
رِجالًا وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظًا وَغايَةً
وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
• يقول الشاعر جمال مرسي:
إلى لُغَةِ الضَّادِ كان انتمائي
وإنِّي بميراثِ قومي فخورُ
عَشِقتُ القصيدةَ من كُلِّ قلبي
وكلٌّ إلى ما يُحبُّ يسيرُ
بهذه الأشعار والعبارات نصل إلى نهاية هذا المقال الذي جمعنا فيه عن اليوم العالمي للغة العربية ما يليق بها.
….. ومن الله التوفيق .
